الخميس، 24 مارس 2016

الهجرة .. اسبابها وسلبياتها على المجتمع


 
تعتبر الهجرة خاصية إنسانية سكانية تتمثل في الانتقال من مكان إلى آخر إما بحثا عن حياة أفضل أو هروبا من وضع سيئ. هذه الخاصية الديموغرافية المتمثلة في حق التنقل تم الاعتراف بها عالميا منذ أكثر من ربع قرن ضمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان . من ناحية اقتصادية يمكن أن يكون للهجرة المنظمة مردودا إيجابيا كبيرا، سواء على المجتمعات المُهاجَر منها أو المُهاجَر إليها بما في ذلك نقل المهارات وإثراء الثقافات. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عدد المهاجرين في العالم وصل إلى حدود 200 مليون شخص. ولكن بقدر ما يسهم المهاجرون في بناء المجتمعات المستضيفة، بقدر ما يمثل ذلك خسارة موارد بشرية للدول المُهاجَر منها أي ما يعرف بهجرة العقول والكفاءات. كما أن الهجرة قد تتسبب في خلق توترات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية في البلدان المُهاجَر إليها. وهو ما جعل موضوع الهجرة الدولية ينتقل إلى صدارة الاهتمامات الوطنية والدولية. وأصبحت الهجرة الوافدة من المسائل المقلقة في عدد متزايد من البلدان الأمر الذي حدا بهذه البلدان، لاسيما في السنوات الأخيرة إلى تشديد الإجراءات تجاه المهاجرين إليها وطالبي حق اللجوء.
ما هي الهجرة ؟الهجرة هي أن يترك شخص او جماعة من الناس مكان إقامتهم لينتقلوا للعيش في مكان آخر ، وذلك مع نيّة البقاء في المكان الجديد لفترة طويلة ، أطول من كونها زيارة أو سفر. و من أهم أنواعها ظاهرة الهجرة القروية التي تمزق النسيج الأسري للكثير من المجتمعات العربية والعالم الثالث، فقضية الهجرة إلى المدينة قضية عالمية، وإن كانت مدن العالم تتفاوت في ضغط المهاجرين عليها, وكنا نظن قبل سنوات ان مدننا سوف تكون بمنأى عن تلك المشكلة ولكنها في السنوات الأخيرة عانت من كثرة الوافدين، فالمدن تستقبل في كل عام أعدادا كبيرة من سكان القرى، حتى ان أحياء نشأت في أطراف المدينة لا يقطنها إلا الوافدون من القرى.

أنواع الهجرة1.هجرة داخلية
هي الهجرة التي تتم داخل حدود الدولة بصرف النظر عن المسافة التي يقطعها المهاجر , فقد تكون انتقالاً من مسكن إلى آخر داخل الحي الواحد أو المدينة الواحدة أو مدينة أخرى أو من الريف إلى الحضر , أو من المناطق المأهولة إلى المناطق غير المأهولة لتعميرها , والهجرة الداخلية في معظمها تتم في إطار مسافات قصيرة نسبياً فمن أسبابها ما هو من :
1- صنع الطبيعة:
مثل الجفاف والتصحر وفقدان المرعى والغطاء النباتي

2- بصنع يد الإنسان:
مثل ظروف الحروب ,الاضطرابات الأمنية ,القهر السياسي , تردي الأحوال الأقتصادية والمعيشية.
2.الهجرة الخارجية: هجرة الادمغة
دعا أكاديميون وعلماء عرب الجامعة العربية إلى إنشاء مكتب خاص لدرس العوامل التي تؤدي إلى \"هجرة العقول\"، وإلى إيجاد الطرق الجادة والفعالة للـحد من هذا النزيف. كما طالب هؤلاء بإنشاء وزارات خاصة بشؤون المغتربين في بعض العواصم العربية.
وجاءت الدعوة، خلال مؤتمر علمي احتضنته جامعة عجمان، بالتزامن مع دراسة أعدها مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية في الإمارات، تشير إلى ان الدول العربية تتكبد خسائر مذهلة لا تقل عن 200 بليون دولار سنوياً، بسبب ما يعرف بـ \"هجرة العقول العربية\" إلى الخارج.
وحذر تقرير أعدته الجامعة العربية أخيرا من مخاطر هجرة العقول العربية إلى الدول الغربية، معتبرا هذه الظاهرة بمثابة الكارثة ، إذ قدرت الجامعة عدد العلماء والأطباء والمهندسين ذوي الكفاءات العالية من العرب في بلاد الغرب بما لا يقل عن 450 ألفاً.
وأشار العلماء إلى أن المجتمعات العربية أصبحت بيئات طاردة للكفاءات العلمية، الأمر الذي أدى إلى تفاقم ظاهرة هجرة العقول والأدمغة العربية إلى الخارج وأظهرت الدراسة التي أعدها مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية أن نحو 5.4 في المئة من الطلبة العرب الذين يدرسون في الخارج لا يعودون إلى أوطانهم وان 34 في المئة من الأطباء الأكفاء في بريطانيا هم من العرب، وان نسبة 75 في المئة من الكفاءات العلمية العربية المهاجرة تتوجه إلى ثلاث دول هي: الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا

نتائج الهجرةاولا ـ تغير حجم السبوبة :
يتحدد في اتجاهين متضادين .أحداهما في زيادة سكان المدن المستقبلة والأخر في تناقص عدد سكان الريف . الهجرة والنمو الحضاري بحيث يختلف نمط المهاجرين حاليا عن النمط القديم ... كانوا قديما عمالا غير مهرة او خدما في المنازل .. اما حاليا فهم عمال انتاج ومتخصصون احياننا في بعض الاعمال الفنية . كما ترتب علي النمو الحضري الهائل للمدن نقص الخدمات الرئيسية بصفة عامة, نشأة المدن الصفيح (اكواخ), اختلاف عدد سكان المدينة ليلا عن نهارا ،وفود الي المدينة اعداد كبيرة من سكان المناطق المجاورة للحصول علي احتياجاتهم, زيادة البطالة ومعدلات الانحراف, ظاهرة ظاهرة التحضر الزائف مجرد التغير في محل الاقامة دون التغير في العادات والتقاليد ومستوي المعيشةانا السكنان يكون متغير من مكان لالى مكان ومن ساعة إلى دقيقة
ثانيا ـ نتائج اجتماعية:
1- انتشار العديد من الجرائم ، ممارسة القرويين لعادتهم التي لاتتفق مع الحياة الحضرية, انتشار مدن الصفيح ، وهي بؤر فاسدة اجتماعيا و تكدس المهاجرين في احياء مزدحمة تفتقر الي التخطيط الهندسي
2- اختلاف التركيب النوعي ، وارتفاع نسبة الاناث في الارياف, عدم وجود فائض من الاستثمارات يوجه الي تطوير الريف وخاصة في الدول النامية ، وهذا يساعد علي زيادة تخلفة ومعاناته من نقص الخدمات
و للحد من هذه الافة التي تأرق المجتمع يجب البحث عن حلول جذرية لاستئصال هذه الظاهرة من جذورها ففي البادية مثلا يجب: توجيه الاهتمام لها بتوفير الخدمات الصحية والاجتماعية و استغلال خدمات البيئه في اقامة صناعات محلية صغيرة اضافة إلى تحسين ظروف الحياة الريفية و تحسين اسلوب العمل الزراعي باتباع الطرق العلمية لزيادة الانتاج .اما في المدينة فيجب التخيف من مركزية الادارة و عدم تركيز الخدمات الصحية والثقافية والترفيهية بها اضافة إلى التخفيف من تركيز الجامعات و الصناعات الحديثة في العاصمة .
ظاهرة عالمية بحاجة إلى حلول دولية مشتركةالمفوضية الدولية لشئون الهجرة تعقد موتمرا في برلين لمناقشة مسألة الهجرة العالمية وتطالب بوضع أطر دولية لها. دويتشه فيله التقت ريتا زوسموث وناقشت معها الفرص والمخاطر المرتبطة بظاهرة الهجرة العالمية تمثل الهجرة إحدى أهم القضايا التي تحتل صدارة الاهتمامات الوطنية والدولية في الوقت الحالي، لا سميا في ظل التوجه العالمي نحو العولمة الاقتصادية وتحرير قيود التجارة التي تقضي بفتح الحدود وتخفيف القيود على السلع وحركة رؤوس الأموال وما نتج عن ذلك من آثار اقتصادية على الدول النامية والفقيرة. في هذا السياق عقدت المفوضية الدولية لشئون الهجرة واللجوء موتمرا لها في العاصمة الألمانية برلين يوم الأربعاء الماضي (31 مايو/أيار) وذلك لمناقشة التحديات المرتبطة بظاهرة الهجرة العالمية في القرن الحادي والعشرين وكذلك بحث الفرص الرامية إلى التوصل إلى سياسة عالمية للهجرة تأخذ في الاعتبار حقوق الإنسان وعملية التنمية في البلدان المصدرة للمهاجرين، إضافة إلى الآثار المترتبة على موجات الهجرة إلى الدول الصناعية المستقبلة للمهاجرين.
هذا وقد أحتل موضوع التنمية السياسية والاقتصادية ومكافحة الفقر في الدول المصدرة للمهاجرين محور التقرير الدولي. كما ركز التقرير على مناقشة التحديات والمشكلات الناجمة عن الهجرة الدولية في كل من الدول المصدرة والمستقبلة، مستعرضا في هذا السياق سياسة الاتحاد الأوروبي في مجال الهجرة والاندماج. كما تناول التقرير الآثار المترتبة على إعادة المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية ولاسيما على عملية التنمية هناك. وبالنسبة للدول الصناعية المستقبلة للمهاجرين فقد تطرق التقرير إلى الآثار الاجتماعية والثقافية والدينية المترتبة على الهجرة الدولية إلى هذه البلدان.
مدى تأثير التقدم الصناعي على الهجرةمع مضي مسيرة التقدم الصناعي التكنولوجي وتصاعد وتائرها في النصف الثاني من القرن العشرين، صارت الحاجة للأيدي العاملة تجابه عدا تنازليا سواء كانت عمالة وافدة او محلية. هنا بدأت اتفاقية جنيف الدولية المعنية بهذا الشأن تفقد مقوماتها وتبهت ألوانها الي الحد الذي اصبحت فيه الدول الاوروبية تجاهر بضيقها بهؤلاء الوافدين وتذمرها من وجودهم، مرجعة موقفها هذا للأسباب التالية:
1 ــ اقتران هذا الوجود المهاجر بتبعات مالية باهظة تشمل كلفة السكن والدراسة والخدمات الطبية والمصاريف الشخصية. فالاحصائيات الأخيرة في بريطانيا المأخوذة عن مصادر وزارة الداخلية اشارت الي ارتفاع الانفاق علي هذا الجانب الي 835 مليون جنيه أي بمعدل 34 جنيه لكل عائلة بريطانية، وهو مبلغ مرتفع.
2 ــ اشغال المهاجرين للدور او الشقق السكنية يخلق اشكالات غير قليلة، كون تلك الشقق شيدت بالأصل لايواء المواطن البريطاني ابن البلد.
3 ــ تراجع النمو الاقتصادي وارتفاع نسبة التضخم مما قد يسببه من بطالة.
4 ــ الحسابات السياسية ذات الصلة بدور هؤلاء الوافدين في مستقبل الحياة السياسية للاحزاب المختلفة لدي حصولهم علي الوثائق التي تتيح لهم حق الانتخاب.
5 ــ القلق الذي يسببه هذا الوجود الكبير للسلطات، ومبعثه التوتر وعدم الأمان الناشئ بين تلك الجاليات علي اختلاف سلوكياتها وأساليب تعاملها، وبين المنظومة المسيّرة للدولة والمجتمع وأفرادها بحكم الاختلافات التي تصل لحد التناقضات احيانا.
الخاتمة
يتوجه معظم المهاجرين في عالمنا إلى الدول الغنية وفي مقدمتها دول شمال أمريكا واستراليا والاتحاد الأوروبي. ويعود اختيارهم لهذه البلدان إلى سعيهم لإيجاد فرصة عمل تساعدهم على تحسين مستواهم المعيشي. غير أن غالبيتهم تعاني هناك من صعوبات كثيرة على صعيد الاندماج في مجتمعاتهم الجديدة وفي سوق العمل فيها. ويبرز من بين هذه الصعوبات ضعف مستوى التأهيل مقارنة بالمستوى السائد في الدول الصناعية الغنية. ويزيد من تعقيد الأمور ظاهرة التمييز العلني والمبطن ضد المهاجرين وأبنائهم بسبب ازدياد حدة البطالة في هذه الدول.
المشاركة السابقة
المشاركة التالية

0 التعليقات: